*** يوميات طبيب معيد ***
الحلقه الاولى
عبد الحي طبيب متخرج من جامعة دمشق - كلية الطب البشري .
و هو الآن يتابع الدراسة بأحد الاختصاصات الجراحية في أحد مشافي دمشق .
و متل كل زملاؤه بالمشفى , بيمرق عبد الحي بمواقف غريبة .. و الشي يللي بيجنن إنو كل يوم فصل جديد ,
حلقات متوالية بدون انقطاع ....
هداك اليوم كان عبد الحي بالشعبة بين المرضي ,
بيجوز اللي عم يقرأ ما بيعرف شو بيساوي عبد الحي بين المرضى ؟!!! القبولات الجديدة للمرضى الجدد بمواعيد محددة لعمليات جراحية , مرضى الشعبة و القبولات الإسعافية اللي بتجي هيك من غامض علمو ..
طبعاً عبد الحي ما عندو مشكلة لإنو ( حسب ما قللي ) هوه مقتنع تماماً بمهنته و ما بيشتكي أبداً من كتر الشغل .
بتمرق الساعات و هوه بالشعبة من مريض للتاني ......
لحالو عبد الحي بالشعبة بغرفة الأطباء , بجنب هالغرفة غرفة الممرضات , بيمرق عبدالحي بيلافي 6 ممرضات ,
بيسأل مين عمليات يا صبايا , .... ما في جواب , طبعاً عبد الحي زكي و بيعرف مين هيه من النظرة بيقلها تنزل المريض عالعمليات . المريض جاهز و رح ينزل على العمليات مع ذلك أخدت الرحلة من سرير المريض إلى باب جناح العمليات حوالي 30 دقيقة ....
أنا طبعاً حابب أعرف شو تفاصيل هالرحلة , و أكيد عبد الحي ما قصر حكى و ما خبى شي .. لحتى يوصل المريض من سريره لأي مكان بالمشفى لازم تتوفر مجموعة من المتطلبات :
عرباية لنفل المريض ( سرير المريض ما بيتنهنه من محلوه من كتر مو منهنه ) - آزن لحتى ينقل المريض - روب عمليات بيلبسو المريض و الممرضة المسؤولة ....
شو صار هداك اليوم : راحت الممرضة لعند غرفة رئيس التمريض من شان تستلم روب عمليات و بعدين سلمت الروب للأهل
بضمانة هوية ( طبعاً لحتى اتفق أهل المريض على مين بدو يعطي هويتو أخدت 5 دقايق
( و بعدين الآزن جاب العرباية و حط المريض عليها / لحد الآن 10 دقايق , على باب الشعبة بتتذكر الممرضة تاخد الأدوية , بتخللي المريض و بترجع لتاخد لزوم المريض ,
العمليات بغير طابق و لازم نستعمل المصعد , و يا حبيب الأسنسور بهالمشفى متل المكروباص بيوقف بكل موقف ,
و هيك بعد ما بيركب هالمصعد بيوصل على العمليات ..
ممكن هدا الشي يكون طبيعي و مقبول حسب الموجودات الواقعية , بس الفصل اللي ممكن بأي لحظة يصير :
ما في عرباية بالشعبة ( في بالشغبة عربايتين وحدة بالغسيل و التانية عليها مريض تاني بالتصوير الشعاعي ) ,
و ممكن بكل بساطة إنو ما يكون في روب , أو بيكون المريض ضايع مو ملاقينو ( بيصير!! ) .. و الأحلى من هيك إنو إيام بينزل مريض تاني غير اللي بدون ياه بالعمليات ....
ما في مشكلة عند عبد الحي , هدا كلو جزء من روتين المشفى و لازم نتعود عليه .....
*****
________________________________________________________
الحلقه الثانيه
عبد الحي متضايق , مزعوج , شو القصة ؟!!
طبعاً مشغول عبد الحي بالمرضى و أضابير المرضى ,
سمع بقصة صبي صغير توفى بالعمليات ,
.....بعد ما هدي الجو و الشغل خلص ,
بيسأل عن اللي صار , كيف و ليش ؟؟؟
سأل عبد الحي الطبيب المناوب هداك اليوم , وبما إنو عبد الحي شوي بيحب التفاصيل ,
سأل عن كل شي صار نقطة نقطة ....
هدا الصبي كان واقع على كوعو ( المرفق ) ,
راجع المشفى , بيّن عندو بالصورة كسر , كسر بالمرفق !! .
هلق مو كل كسر بيتعالج بالجبصين ,
في منها بيحتاج لعملية ..... الكسر اللي عند الولد من النوع اللي بدو عملية و إلا ما رح يحسن يطوي كوعو ... ما في مشكلة , الأهل موافقين على العملية و الطفل صايم و جاهز ....
هيك عمليات بتصير بالتخدير العام , يعني المريض نايم مو حاسس على شي .
هدا التخدير بيصير بأدوية معينة بتنحط بنظام بيعرفو و بيطبقو طبيب التخدير بشكل محكم لحتى يكون التخدير تمام .
هلق اللي صار عند هدا المريض إنو لما تخدر الطفل ( يعني انعطا الدوا ) و انحط أنبوب التهوية ,
صار عند المريض توقف بالقلب و التنفس , طبعاً صار في إنعاش و انتقل المريض للعناية المشددة , بس للأسف الطفل توفى تاني يوم الصبح . هدا اللي صار هداك اليوم ,
طبعاً صار في تحقيق و إجت الشرطة تاني يوم , طبعاً الطفل اتاخد على الطب الشرعي ,
منشان يحدد سبب الوفاة و هدا بيكون بأساليب خاصة أهمها هو تشريح جثة المريض .
هلق شو طلع بالتشريح و شو السبب للوفاة ما بيعرف عبد الحي , أكيد مارح يهدا لحتى يعرف !!
طيب القصة كلها مزعجة و عبد الحي شاف إنو الغلطة بالطب مانها سهلة أبداً أكيد فيه بالمقابل حياة إنسان لازم يكون حريص عليها .
بس أكيد عبد الحي كان مرتاح الضمير لأنو المرضى اللي عندو أمورون ماشية و العلاج ماشي تمام ..
بيوم بيكون ماشي عبد الحي بالشارع بيسمع جارو عمبيسبسب عالأطباء و الطب و المشافي , و ما خلى حدا من الزنار و إنته نازل .!! ليش يا جار شو القصة ؟؟؟
بيسمع عبد الحي بمقال بالجريدة عن طفل مات و تشريح و مصاري و ما بعرف, قصة بتخوف ؟؟
ما كان فاضي عبد الحي لازم يلحق المشفى ...
و إز بعدين القصة اللي بالجريدة هيه نفس قصة الطفل بالعمليات . بيسمع القصة من هاد و من هاد ,
و عبد الحي لهلق ما جاب الجريدة و ما قرا القصة المكتوبة .......
******
________________________________________________________
الحلقه الثالثه
نحنا بآخر شهر من 2005 و عبد الحي مو على بعضو .
عم بيقول إنو في أشياء عم بتصير بمشفى المجتهد .
كل شي صار بالمصاري , بيفوت المريض من باب المشفى ,
كلمة مرحبا صار بدها وصل معاينة , و الصورة بكامل الصفات و المقايس القديمة بأسعار غير منافسة .
شو بتفرق معك يا عبد الحي ؟؟؟؟
سؤال بيتبادر للذهن , ما بظن إنو في مشكلة يكون للخدمة الطبية سعر رمزي يساهم بتحسين العمل و الوصول على الأقل للالتزام المهني ,.....
بس مو هدا اللي عم بيصير , لإنو المعادلة الحالية :
الخدمة نفسها + سعر غير رمزي = نفس النتيجة المريض لما عم يجي على مشفى عام , بيتوقع و بشكل افتراضي و غير قابل للجدل , إنو في زحمة و مرضى كتير , و بيعرف إنو ممكن يتأخر لحتى يجي دورو < طبعاً مع الخناقات و المدافشة > .
هلق هدا الشي موجود بالإسعاف و في منو قصص كتيرة يمكن شي يوم رح نسمعها من عبد الحي ... بس بالعيادات و لأنو المراجعة صارت بالمصاري و الضماد بالمصاري , و صور المراجعة بالمصاري , ببساطة بيطلع المريض من العيادة و هو دافع على الأقل 175 ل س بنفس مواصفات الخدمة السابقة ......
المشكلة عبد الحي ما بيقصد بس الزحمة و العجقة و غيرها , كمان بيقصد أشياء تانية متل مثلاً الشاش المعقم غير العقيم ,
البلاستر اللي ما بيلزق , القطن محدود الكمية , الخيطان المفقودة , الأدوات العقيمة غير النظيفة , الكفوف العقيمة غير المتوفرة ,
أمبولة الليدوكائين متعددة أيام الاستخدام , طاولات الفحص الوسخة , شو بدو يحكي عبد الحي قلت مراجعات المرضى للمشفى و قل معو قبولات المرضى من العيادات , عبد الحي متل ما خبًرنا , طبيب جراحة .. يعني بيهمو بكل بساطة المريض يجي لحتى بستفيد من الفحص السريري و العمل الجراحي و يوصل للكولكيوم بمستوى جيد من الخبرة الجراحية .
شلون بدو يجي المريض و يعمل عملية بهالمشفى < كمان بكل المواصفات و المقاييس السابقة > بس بأسعار نار < غير منافسة إطلاقاً > .
لهون عبد الحي إجاه تلفون و لازم يروح ,
بيكمللنا بعدين .
********
________________________________________________________
الحلقه الثالثه
كان عبد الحي قاعد و معو عدد من أطباء الجراحة باختصاصات متنوعة . و صار في حوار و نقاش عن المشفى و المرضى و الأدوات و كل شي , طبعاً من وجهة نظر المقيم ... رح نفترض إنو عنا طبيب 1 , طبيب 2 , طبيب 3 هنة الموجودين بالساحة , و صار هدا الحوار :
طبيب 1 : بأحد اجتماعات مدير المشفى مع عدد من الأطباء المقيمين , بيذكر المدير و بكل حماس إنو مشفى المجتهد محظوظ تماماً بلجنة الشراء الموجودة و إنو النزاهة و < المهنية > المتوفرة حالياً بهاللجنة نادراً ما كان يتوفر متلا سابقاً .
طبيب 2 : إيه و إنته شو رأيك بهالحكي ..؟؟
طبيب 1 : جاييك بالحكي , يا سيدي أنا و ماشي مع طبيب 4 بالسوق , مرينا حد محل أدوات طبية و اطلعنا على الأسعر الموجودة , فجأة بيلمح طبيب 4 إحدى القطع و سعرها 350 ل س , بيتفاجأ و بيقللي هدي القطعة موجودة على لائحة أسعار الأدوات بالمشفى بسعر 3500 ل س , صدقوني و حلفلي بالرب .
طبيب 3 : تأكدتوا من السعر ؟؟؟
طبيب 1 : فات طبيب 4 و استفسر , طلع و قال إنو سعر القطعة يالجملة يمكن يوصل لحد 250 ل س ..
طبيب 2 : معقول هالشي , قديش لكن كانت ميزانية لجنة الشراء هالسنة ؟؟
طبيب 1 : فيك تسأل مدير المشفى !!
طبيب 3 : يا سيدي مدير المشفى الحالي رح يدخل التاريخ ...
طبيب 1 : شلون ؟؟
طبيب 3 : ما في مدير مر عالمجتهد إلا و طلع يا بحبس أو بفضيحة أو تقليع ... بس هاد المدير تجاوز كالمراحل و نط لبعيد ... بكل بساطة العيادات و قبولات العيادات صارت بمصاري , صار في حوافز للموظفين , خفت مراجعات المرضى و خفت مشاكلون , و متل ما شفتو من يومين طلعت مقالة بإحدى الجرايد عن حوافز المشفى و غيرو , و ما فرقت مع المدير شي ,
بهاللحظة بتمرق عرباية مريض عم بيجرها أهل المريض , بيتطلع طبيب 2 و بيقول : و لسا المريض عم بيجرووا أهلو ...
*******
_______________________________________________________________